الرغبة للثقة بالإتيان تبدأ بالإستبيان


 

           تمايلت بك الأجواء ، التحم حولك ما يدعون أنه سيء الأنباء ، تداعت بك أحرف أثناء الهجاء ، تحيرت على أنفس كانت لك في هجاء ، قلقت على عباد ينتفون ريشك في غيابك دون حياء ، قلبت نفسيتك و عقلك و نسيت نفسك في محاولة إرضاء ، حاسبا انك تقوم لهذا بإحياء ، و يطبق عليك من الخلف إفتراء ، هل تتوقع ممن يرون العطاء ،أنه سخف و سذاجة حمقاء ، أن يرو ما تفعله من جهد بناء ، لأنها تبقى أفواه شنعاء ، تخرج من جحورها تقلبا في الأثناء ، عكسهم لذلك يجعلك في استياء ، و أن ما تفعله لا شيء بالرغم من الإنهيار و التقطع في سبيل ذلك لأشلاء ، ما يرونه هو أنك فقط تستخدم لأنفسهم للإطراء ، و العودة إليهم بالثناء ، و من نظرات لا تعني سوى أنك في سبيل ما تفعله فقط تقوم بدون سبب بالاهداء ، فبذلك لا ترى ما أنت عليه من فناء ، بل ترى بنظرهم و رؤيتهم لك و تعود به على نفسك بلوم و عتاب جراء ، تحاكي ما يقولنه و ما يفعلونه على حساب نفسك و عقلك و جسدك و ذاتك فتسعى فقط في توهان لقلب أحداث بأن تكون فيها واصلا لرضاهم عما تفعله ، تعود على نفسك باللوم و العتاب لأنك لم تصل لمبتغاك ، و أنت ماذا أردت ، أردت أن ترضي من لا يمكن ارضاؤه مهما فعلت ، أردت أن تسعى لاستحسانهم لك بالرغم من عدم رؤيتهم لما فعلته و ما تفعله ، و تدفن بذلك الجهد و الفعل الذي فعلته و بذلت ما عندك في سبيل ذلك ، ترى أنهم لا يرون جهدك ، فتجعل ذلك يعود عليك ، فترى بما يرونهم داعيا نفسك على جنب دون تحسب لها ، و دون إعطائها و لو نظرة لما فعلت و قامت به ، تتبع وهم في وهم ، توهم نفسك على ما يهمون هم به انفسهم و يوهموك معهم ، ترى أنهم فقط ما يقولوه صحيح لا يحتاج تصحيح و لا حتى نظرة واقعية لما يجري ، تخزن كلامهم و لحظات آلموك بها فتسير عليها بانيا وهما في الفراغ ، و ما تحتكره ما هو إلا ذخيرة لإطلاق ما سيعميك عن رؤية نفسك ، ما يلهيك عن الإلتفات لنفسك ، ما يلفت انتباهك أكثر من نفسك ، جلوسك بمكان و استقرارك به وجودك مع أشخاص يجعلك منوط بما تفعل ، يجعلك في سبيل ماذا تفعل ، تفعل من أجل راحة و سعادة و كون من تحبهم بخير ، فعندما يقابلوك بتلك الأجواء ، لاترى ما هم عليه ، بل ترى فقط ما يجعلونك عليه بإيهام نفسك برؤيتهم الخاطئة ، و لا تحاول حتى معرفة سبب ذلك ، فقط ترى نفسك سببا فيما يقولوه و يتصرفون عليه ،لا ترى أن ما فعلته حقق ما أردته ، لم ترى حالتهم و ما فعله فعلك لهم ، بل ترى فقط ماهم فيه من كلام و قول دون معرفة سبب ، تستمر في إيهام نفسك أنك لم تفعل محاكيا قولهم ، تواصل في دفن ما أنت عليه و حالتك بعد ذلك فتقنع نفسك بعكس ما فعلت ، تؤذي نفسك ، لا تعطيها حقها ، تستمر في طعنها و اخفائها و الزيادة عليها ، لكن لا ترى ذلك ، فقط ترى ما هم فيه ، من مشاعر سلبية تجعلهم يرون ذلك ، من أجواء تتقلب بهم فتصنعهم و تلتحم و تتحكم بهم في تلك اللحظة ، تفعل و تفعل و تفعل ، لكن لا ، لم أفعل و لا شيء ما داموا هم قالوا فانه كذلك ، و هل هم أنت ، هل هم من فعلوا ، هل هم من أجهدوا ، هل هم نفسك ، و من عدة جوانب ، لا يقتصر على أفراد ، نقط تجعلك تنغمس في اللاشيء ، نقط توهمك أنك لم تفعل ، لا ، لم أفعل ، لم أدرس ، لم ٱجهد ، ألعب فقط ، أتمادى في التضييع و خسارة ما أمامي ، تجهد نفسك ، لا تمنح جسدك و عقلك و نفسك راحة ، من حيث كل شيء ، أعضائك لا تتلقى الراحة بسبب قلة و انعدام النوم ، لا تروي نفسك و تعطيها حاجياتها من تغذية ، تجهد فوق طاقتك ، و أنت أصلا بحاجتها فلم تشحنها ، كل هذا ، و زيادة على ذلك ظروف و أجواء و محيط من ازعاج و استفزاز و صراخ و ضجيج و فوضى ، و عدم استقرار ، و عدم رؤية أو اهتمام لما أنت عليه من تعب و ما تفعله ، و سوء الظن بك أثناء بذلك لذلك المجهود ، و انعدام الراحة بسبب المحيط و غيره ، و في الأخير ، و كل هذا ، ماذا يحكم عليه ، نقطة ، بسبب نقطة تهمل و تضع كل هذا في طي التأنيب و اللوم و العتاب و الاهمال ، أهملت نفسك وكل هذا من أجل نقطة ، نقطة لا تعني من أنت ، لا تعبر عن كينونتك ، لا تعبر عن ذاتك ، لا تمثلك ، لأنه امتحان ، اختبار ، لا يمثلك ، لأنه محدود ، زمنه و وقته محدود ، استغراقه محدود ، بقاءه محدود ، ما هو عليه محدود ، كل شيء به محدود ، و انت لا يمثلك ما هو محدود ، امتحانك بهذه الحياة ، ما يمثلك غير محدود و لا يتوقف على شيء من الأشياء التي تستعد لها و تحضر لها ، لأنه مهما فعلت فهناك خيارين ، ناجح ، او راسب ، خيارين لا يمثلان جهدك ، لا يعبران عنك ، ما يعبر عنك هو أنت ، أنت من تعبر عن نفسك ، بالرجوع و الالتفات لنفسك ، معرفة من تكون ، تعرف على ذاتك ، ما نذرته و بذلته و فعلته لا يعبر عنه ما تستعد له ، لأنه غير مرتبط بكونك أنت ، لا يعبر عن ذلك ، لا يمثلك ، الثقة بالنفس ، هي أن ترى ما فعلت و ما تفعل و ما ستفعل ، أن تقتنع بانه لا يمثلك أي شيء ملموس ، لا تعبر عنك نقط و لا أفواه و لا افعال ، أن تثق بما تفعل ، و أن ما تفعل هو الذي يعنيك ، و هو الذي يعبر عنك ، لا يهم من يرى أو من لا يرى ، الأهم و من كل هذا ، أنك أنت ترى نفسك ، ترى ذاتك ، ترى ما تفعله ، ترى مدى روعتها و عظمتها ، ترى أن جهدك يصل لما تسعى له ، تصل به لمبتغاك ، و هو الذي كنت دوما تعمي بصرك عنه بشوائب و ضباب يخفي حقيقة ذلك ، كن أنت ، إعرف أن ما تفعله هو ما يمثلك ، يعبر عن كينونتك ، دون تحسب لأي هوامش تلفت انتباهك عما هو أهم ، فالثقة بالنفس توضح كل شيء ، تمسح الشوائب و تملأ الهوامش و تزيح الضباب ، الذي كان يخفي حقيقتك ، ٱنظر لما تفعله ، إعترف بما تفعل ، ثق بنفسك ، كن أنت . نبحث في أنفسنا عن شيء ما لا نعلم ما هو ، لكن ما جعلنا نبحث إحساسنا بأن هناك ما ينقص و ما تحتاجه ، تحس نفسك أنك قصرت بحقها و آلمتها كثيرا ،إحتالت عليك و تلاعبت بك أفواه و حوائج ملموسة و ساهمت بذلك في الإتعاب ، دامت و بقيت أغلال و أسلاك تمسك دماغك وتقيده في شدة و عن التفكير غاب ، إندثر ما كنت تسميه لا شيء بمرور ألم دام أحقاب ، تداعت كل سماتك المحسوسة و إحساسك بذاتك لما فعل بك شيء مجهول الأسباب ، تحملت نفسك كل هذا الألم و العذاب ، واصلت بالإنحناء و صعق كتفيك حتى ظهرت بها أحداب ، تلاعبت بك أفواه و جعلتك على نفسك في انقلاب ، تآزمت و تعقدت الٱمور و صعب فرزها إن قررت لنفسك ان تبدأ بإرغاب ، لا بغرور و تغطرس و إعجاب ، إنما تحكيم و تدبير من مقر كان عن كل هذا في غياب ، تقدم نحوه و أحكم استخدامه بإرغاب لا إرهاب ، لقد أغلقت على نفسك جميع السدود و الأبواب ، و جعلتها بذلك في أمرها و أنت من يعاب ، لأن ما سخره الله لك لا تجيد استخدامه و لو باقتراب ، فقط تستمر في تكثيف ما هو حولك من ضباب ، ألا تراودك الحيرة و الإستغراب ، لما أنت عليه من هذه الحالة و تزيد عليها بإنجاب ، حرك دماغك و اعرف كيف تكون لهذا الأمر في إستعداد و معرفة و إدراك ، فمهما كثرت السلاسل و الأشواك ، و تداعت امامك الأبواب و وصدت بالأسلاك ، لا تجعل أنيسك الإرتباك ، و إبدأ لحبل التفكر و التدبر بإمساك ، تجعل ما هو مجهول الأسباب أن يفعل بنفسك إحتكاك ، و يولد عتابك لنفسك آنذاك ، لا تدع مجال للإشتباك ، إجعل فكرك و دماغك في حراك ، و قم لكل هذا بإدراك ، و افهم و من قيد السلب إسلم و بثقتك بنفسك إحسم ، كن أنت بحزم و برؤيتك لنفسك إستلزم ، و لأفواه و أنباء تهيم في فراغ لا تستسلم ، لأنك من النعم تنعم ، لذا اغتنم ، كن أنت مفعم، و بثقتك إنعم 

Comments

Archive

Contact Form

Send