البراءة ضحية مجتمع فاسد على ٱسس خاطئة (العربية)


في كثير من الاحيان و كثير من الاوقات نجد الكثير من الحالات التي يخلفها المجتمع سببا لفساده، الذي طغت عليه فيئات كثيرة من الاشخاص، و عند جمعها نجد انها تشترك في نفس الٱسس ، و ان الاختلاف فقط في كيفية البناء، بالطبع ستقولون و تتسائلون ما هي هذه الحالات ؟ و ما علاقة هذه الفيئات من الاشخاص بهذه الحالات ؟ الجواب يبدأ بحالة من هذه الحالات ، و لا يمكن ان نطلق عليها حالة و حسب، فهي سبب في الكثير من الحالات التابعة لها مع مرور الزمن ، تشغيل الاطفال ، إرغام الاطفال على القيام باشغال و اعمال شاقة تفوق قدرتهم و سنهم كالتجارة ببيع الخردة و الخضار او حمل الاثقال و المساعدة في جر العربات و اشياء اخرى اسوأ، كل هذا في فترة ستسمح للطفل بتحقيق فرص اكبر ، و لاننسى معاملات تلك الفيئات من الاشخاص لهم ،و يأتي جوابنا عن هذه الفيئات ،هم اشخاص قلوبهم قاسية و جامدة  بسبب اهتمامهم بالمادة الفانية ، بسبب رؤيتهم للعالم رؤية عمل و كسب و انفاق من اجل العيش في رخاء، يجمعون المادة ويضعونها فوق بعضها ذهبا و فضة و ألماسا ، يرون لحالات الفقر و الحرمان و اليتم انها من آفات المجتمع التي تلحق الضرر باقتصاد البلاد و تشوه العمران و الابنية،  من هذا يبدأ استغلال براءة الأطفال في تولد الحقد و الضغينة ، و لا ننسى سبب كل هذا ، اللوم يعود على عاتق الاولياء فنشأة هذا الحقد  بسبب غلطة الآباء ،حيث يتجاهلون الٱسس،يتركون الأهم و يذهبون للمهم، يتجاهلون و يحتقرون التعلم و التعليم، و شعارهم بالحياة يكون عملا فقط ، يقومون بإضاعة فرصة التعلم لأطفالهم لتأمين  المستقبل، و بناء هدف لعيشهم و حياتهم ، لذا يلجؤون لتشغيل أطفالهم بأعمال و أشغال شاقة ،يكرسون بها طاقتهم و هم في فترة نمو، و بحاجة اليها في بناء أجسادهم، قلة الغذاء، و التزود
  ‏بالبروتينات لإكتمال نموهم و اتزانهم، ضعف المناعة لعدم توفر الادوية و المضادات الحيوية، هم اكثر عرضة للامراض و الاوبئة، مما ينجع عنه ضعف المناعة و خلل في اكتسابها ،هذا من الآثار الظاهرية و الجسدية للأعمال الشاقةعلى الأطفال ، ليس هذا و حسب، بل يؤثر ذلك على نفسيتهم و بناء شخصيتهم في فترة حساسة تحتاج للعناية و الإرشاد و التوعية بشكل رئيسي، فيفتقر الطفل لهذه الرئيسيات ، و تتعب نفسيته مما يتعرض له من ظلم و تمييز و تعدي و إجبار على فعل اشياء لا يستطيع فعلها و الضغط عليه ، كما انه يتولد جراء ذلك الحقد و الكراهية النمو على الضغينة و الرغبة في الانتقام ممن أذاه فيلجأ بالضرورة لاستعمال أساليب اخرى تفسد براءته و تجعله ضحية المجتمع الفاسد كما انها تؤثر ببناء شخصيته فلا يكون واثقا من نفسه و دائما يضع نفسه محل المقارنة بين جميع الطبقات فيكره نفسه و يعود باللوم عليها و يصبح لحياته فراغ يسير به بلا نهاية فيبني شخصيته على فراغ و عن العدم ليلتحق بضواحي المجتمع ايضا ، لا يقتصر سبب هذا على الاباء فقط بل للمجتمع و الاشخاص المكون منهم دخل بهذا و لهم الافضلية في التسبب بضياع و تلاشي براءة الطفولة و هدفها بحيث تفكير الناس و مفهومهم كما ذكرنا سابقا لان التمييز و التفضيل و التحبيب و الاكراه صفة لا يمكن التخلص منها فتبقى مفاهيم معضم الناس مرتبطة بهذه الاشياء بحيث يعطون رأيهم بشان الطفل دون تحسب لما مر به و كيف مر بذلك فقط يعتمدون على العين المجردة في تحليل هذا و الوضع ، لا بل لا يفسحون المجال للتحليل أصلا و لا لتشخيص الحالة ، فقط يعتمدون على أساس باطل لبناء رأيهم، و بالتالي ينظرون لهم نظرة إحتقار و كانه آفة المجتمع و يعتمدون بالاغلب على العنف و التوبيخ و الكلام الذي لا طائل منه ، و هم لا يعلمون ان اسباب الاموال التي سيدفعونها فيما بعد كفدية لانقاذ طفلهم من الاختطاف و التي تسبب موته و الافلاس معا ، هي بسببهم اي انهم حصدوا ما زرعوه من معاملات ، فهم من قاموا بتبديد تلك البراءة و جعلها تنمو في قسوة و ظلم المجتمع لذا يجنون حصائد ألسنتهم و أفعالهم ، للطفل رغبات بسيطة ، يبحث عن الحنان، الدفئ، العائلة ، الاستقرار، الامن، الراحة ، اللعب ، الاكل ، التعلم ، التعرف على العالم و فهمه بطريقة صحيحة ، الارشاد ، التوعية ، شخص يعلمه و يرشده ، تكوين صداقات و التعرف على الناس ،فكل هذه متوفرة في اي اسرة و اي عائلة، كلها متوفرة في اي مجتمع ، كلها متوفرة و ينعم بها اي طفل ، و لكن ، للأسف ، ليس كل الاطفال، فلما تجهدون اطفالكم و تمنعوعنهم من ممارسة طفولتهم ، لما تمنعونهم من التعلم و تكوين المستقبل الذي لم تتمكنو من تذوق حلاوة الحياة بدونه ، لما تصبرون على مرارة الحياة ،و الحلاوة امامكم في اطفالكم ، لما لا تصبرون و تدعمون الطفولة و تحافظون على هذه البراءة، لهذه البراءة حقوق عليكم ، فماذا تتوقعون منهم ، اخذتم منهم الحقوق البسيطة ، و تتوقعون منهم الواجبات ، هذا ظلم و تعدي على الحق الذي ينص ان لكل انسان الحق في العيش ، فبهذا تسلبون عيشهم ، و بعدها تلومون المجتمع على فساده ، و انتم تتدعون انه ليس لكم يد فيه ، في الحقيقة ، لكم كل الدخل في هذا الفساد، لانكم انتم من صنعتموه، التغيير يبدا من الوالدين و المجتمع ، و لكن، ان لم يتغير هذا ، فعلى الطفل ان يبدا التغيير من نفسه و يحاول تزويد امل لطالما رافقه و يعتمد على نفسه في تحقيقه، لذا يبقى تشغيل الاطفال عائقا في وجه ذلك ، لذا تبدأ الخطوة الاولى بتغيير المفهوم ثم النفس ثم الفرد ثم المجتمع ، فعلى الأولياء ان يتصفوا بالوعي و التفكير بالمستقبل لان الامر بديهي ، و واضح ، ان قمت بتشغيل طفلك و ارغمته فلن يصل بذلك لأي شيئ فقط خراب و دمار مستقبله، الأمر لا يتوقف على الوالدين و حسب ، فهناك من ياخذون الاطفال المتشردين على اساس انهم وفروا لهم ما توفره اي اسرة ، و لكي يكونوا بتلك الهيئة الحسنة و الكريمة في اعين الناس بكونه يربي طفلا ابن شارع ، و لكن الحقيقة المرة انهم يقومون باستغلالهم في الكثير من الاشياء ، و مناك العديد و العديد من الاسباب و الظروف التي تسخر فائض انتاجها من مشاكل على عاتق الاطفال ، فالمجتمع يعاني و يخلف الكثير من المشاكل و بالرغم من وجود المصلحين و الداعين اليه بالاصلاح و التحسين يقابلهم بدوره الداعون للفساد و الخراب و الذين يفسدون و هم لا يعلمون ، فمهما كثرت مراكز رعاية الاطفال و مهما اكتضت المساعدات تقتصر فقط على القليل من هذه الحالات لانه ما زال و لا زال لحد الان من يعانون من الفقر و الحرمان فاضطرت بهم مرارة العيش الى تشغيل اطفالهم ، بحيث تبدر الفكرة من الاطفال بحد ذاتهم رغبة في عدم خسارة او فقدان والديهم الى الخروج و العمل في بيئة قاسية لا ترحم الضعفاء، لذا على كل فرد من هذا الامجتمع ان يظهر و لو بعض الانسانية و يتعاطف مع حالات لا توصف بالكلام و إعانتهم لانه ما وجدنا إلا لإعانة بعضنا ، لم نطلب منكم الشفقة او التحسر على هذا الحال و التأثر به ، ان كان بامكانك مد يدك لهذه الايدي الصغيرة فلا تبخل بذلك، و ان استطعت حاول تغيير هذا المفهوم الخاطئ الذي يعتبر اساس فساد المجتمع، و انشر الوعي ، اعن بما استطعت لانك لن تندم على ذلك ما حييت ، و لكن تبقى المشكلة ان هناك من يستجيب و هناك من يسمع و لا يبالي فقط فكر بعدد اليالي التي تنام فيها مرتاح البال هناك من يتألم و يبكي و يتحسر ، فقط اعن بما استطعت، كل ما نستطيع فعله هو الطلب و النداء، و لكن يبقى العائق و المشكل يجول في حلقة المجتمع لذا نطلب التغيير ، غيروا من الافكار و المفاهيم الخاطئة المبنية على الغرور و التعجرف ، لان التغيير يبدأ بالفرد ثم المجتمع


Comments

Archive

Contact Form

Send